همس الحروف الحقيقة العارية في حرب السودان ، من يقف مع الجيش حقاً؟ ✍️ د. الباقر عبد القيوم علي

حرب السودان كانت اختباراً صارخاً للنيات والمواقف ، منذ اللحظة الأولى ظهرت حقيقة بعض من يدعون مساندة الجيش و نحن نعلم علم اليقين أن دعمهم ظل طيلة هذه الفترة لا يتجاوز الشعارات الجوفاء ، والهتافات الباهتة ، وصور في الإعلام ، و كثيرون ممن تصدروا المشهد لم يكن هدفهم حماية الوطن ، بل حماية مواقعهم السياسية ومناصبهم الدستورية.
ستظل هنالك حقيقة ثابته تؤكد أن الفاعل الحقيقي في الميدان هو المقاومة الشعبية و لا بديل لها لإنها قوة شعبية قومية من كل الطيف الشعبي بدون إقصاء ، لا تملك دعماً مؤسسياً ، لا من أحزاب ، ولا من حركات ، ولا من دول ، وتسليحها جاء من فائض حاجات الناس ، وخطها العسكري والمدني نابع من وجع الأرض لا من طموح السلطة ، و نعلم أن هؤلاء يقاتلون من أجل الوطن ، لا من أجل كرسي ولا شراكة حكم ، و لهذا يجب علينا أن ندعم المقاومة الشعبية ،و أن نعض عليها بالنواجز .
كتيبة البراء تمثل نموذجاً نادراً ، فهي تكوين قومي ، وعمل عسكري فعّال أثبت جدارتة على الأرض ، و نجد هؤلاء لا يتحدثون عن فضل أو ميزة ، و ينجزون المهام بصمت ، فهم الأفضل إذا خلوا من الأدلجة ، وعلى النقيض تماماً نجد أن هناك من يربط وقوفه مع الجيش بمصالحه الخاصة ، وهذا ما بان بوضوح بعد تكليف د. كامل إدريس برئاسة الوزراء .
مواقف هؤلاء لم تكن إلا امتداداً لحسابات ضيقة ، وأهدافهم ظلّت مخفية حتى انكشفت ، نحن كنا نوقن بأنها موجودة و لكننا نتحفظ عليها حتى لا نحدث شرخاً في وحدة الصف و ما يقدمونه لا يغير المعادلة ، حتى جنودهم إن صحّ الوصف فهم يتصرفون خارج القانون ، ويتسببون في المشكلات مع المواطنين ومع بقية القوات النظامية بدون مبررات و بإستفزاز شديد .
أما أولئك الذين لا يتعدى دعمهم التهليل والتكبير في مسيرات ممولة ، فهم لا وزن لهم في الميدان ، ولا أثر لهم في حماية الأرض .
هذه المعركة فرزت الصفوف ، و لن نسمح بوجود المنافقين بيننا ولا للانتهازيين. ، و نحن مع من يضع الوطن أولاً ، و امثال هؤلاء سيتجاوزهم الزمن ، ولن يشفع لهم صوتهم العالي ولا صورتهم المرفوعة .
فبعد هذه الحرب الطاحنة التي قادها الشعب ضد المليشيا ، و كانت هي الأقوى في عددها و عتادتها من أي مكون عسكري آخر ، فلم يعد للشعب السوداني ما يخسره الآن فقد تعود على كل الظروف و تعامل معها ، و لذلم لن يرهبه أحد او يساوم معه ، فقد تحمل ما لا يُحتمل ، وخرج من هذه الحرب أكثر صلابة وبصيرة ، و أقولها بالصوت العالي لكل من يفكر في العبث بأمن هذا البلد ، أو التمرد على إرادة أهله ، فعليه أن يتهيأ لرد لا يرحم ، فالشعب اليوم هو من يحسم الفوضى ، ويقف بالمرصاد لكل من يحاول جره إلى الخلف ، ومن أراد أن يختبر نفسه و قوته فأن الميدان أمامه مفتوح ، فليجرب التمرد ، و حينها سيسمع و سيرى ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
و نصر من الله و فتح قريب