نقطة ارتكاز د جادالله فضل المولي يكتب: الفاشر ليست وحدها رسالةً لا تُقرأ بصمتاً

ليست مجرد عملية إسقاطاً جوياً لما يحتاجه الناس من غذاءً ودواءً، إنها رسالةً واضحةً من القوات المسلحةً ومن كل القوى المنضوية تحت لوائها بأنّ الفاشر ليست وحدها وأنّ السودان لا يُترك لأقداره منفرداً.
في لحظةً فارقةً من تاريخ البلاد تأتي هذه الخطوة لتؤكد أن الجيش لا يحمل السلاح فقط بل يحمل الأمل أيضاً وأنّ الشعب السوداني يقف خلفه صفاً واحداً لا يتزحزح.
الفاشر التي صمدت في وجه الألم والجوع والعزلةً لم تكن تنادي وحدهابل كانت تصرخ باسم كل مدينةً وكل قريةً وكل قلبٍ ينبض بحب السودان.
هذه الرسالة ليست موجهةً للفاشر وحدها بل لكل من ظنّ أن السودان قد انكسر أو تراجع أو فقد إرادته إنها إعلاناً بأنّ الوطن لا يُهزم طالما أن أبناءه يختارون الوقوف لا الانحناء.وعلي المليشيا الانسحاب من المشهد.
الجيش السوداني اليوم لا يُقاتل فقط بل يُنقذ ويُساند ويُرسل إشاراتاً بأنّ المعركة ليست فقط في الميدان بل في الضمير وفي الواجب وفي الإنسانية. التي عجز عنه الضمير العالمي الذي اصبح متفرج.
الفاشر ليست وحدها لأنّ السودان كله معها ولأنّ من يحمل راية الوطن لا يترك أحداً خلفه.
في زمنٍ تتكاثر فيه العتمة وتضيق فيه المساحات يبقى الوطن هو الضوء الذي لا ينطفئ وتبقى الفاشر شاهدةً على أنّ السودان لا يُهزم حين تتوحد الإرادة وتعلو راية التضامن فليكن هذا الموقف نقطة تحولاً لا لحظةً عابرةً ولنكتب معاً تاريخاً جديداً عنوانه الفاشر ليست وحدها.