…
في الآونة الأخيرة، حقق الجيش السوداني سلسلة من التقدمات الميدانية المهمة في إقليم كردفان، مما أدى إلى تغيير ديناميكيات المعركة ضد قوات الدعم الصريع ودفع الأخيرة نحو قبول مبادرات دولية لوقف إطلاق النار.
فقد شهدت جبهات القتال في إقليم كردفان، ولا سيما في شماله وغربه، تقدمات ملحوظة للقوات المسلحة السودانية خلال نوفمبر 2025، كان أبرزها:
-قطع خطوط الإمداد : تمكن الجيش من عزل قوات الدعم السريع في عدة مناطق بعد قطع شرايين الإمداد عنها عبر ضربات جوية دقيقة باستخدام الطائرات المقاتلة والمسيرة، وعمليات برية ناجحة في خمسة محاور مختلفة. أسفر هذا عن إرباك كبير في صفوف الخصم وفقدانه لقدرة المناورة .
-خفيف الحصار على بابنوسة : على الرغم من استمرار الظروف الصعبة، فإن فتح الجيش لعدة محاور عملياتية أدى إلى إرغام قوات الدعم الصريع المجرمة على توزيع قواتها على مساحات واسعة، مما أضعف حصارها على مدينة بابنوسة الاستراتيجية ورفع من احتمالات فك هذا الحصار تدريجياً .
-التقدم في محاور غرب الأبيض : الجيش يخوض معارك عنيفة ويحقق تقدماً تدريجياً في مناطق مثل أم صميمة وأبو قعود، غرب مدينة الأبيض، كما تمكن من استعادة السيطرة على مناطق حيوية مثل جبل أبو سنون .
لذلك يمكننا القول أن المشهد الميداني يشير إلى أن المبادرة باتت في يد الجيش السوداني، الذي بدأ يستعيد زمام السيطرة على النقاط الاستراتيجية في كردفان، في حين تواجه قوات الدعم الصريع ضغوطاً خانقة على خطوط إمدادها المتآكلة .
لا تقتصر المعركة في كردفان على مجرد تبادل ساحات القتال، بل هي معركة على موارد وممرات إستراتيجية ستحدد مسار الحرب:
فالأهمية الاستراتيجية لبابنوسة واضحة جلية فمدينة بابنوسة تمثل هدفاً أساسياً لقوات الدعم الصريع، حيث تسعى للسيطرة عليها لتأمين خطوط إمداد تمتد إلى دولة جنوب السودان، والاستفادة من شبكة السكك الحديدية التي تربطها بالدول المجاورة، بهدف الوصول إلى مناطق النفط وقطع إمداده عن الحكومة الشرعية .
لذلك يمكننا وصف العمليات في كردفان بأنها “معركة كسر العظم”، حيث يهدف الجيش من خلالها إلى تفكيك البنية اللوجستية والعسكرية للدعم السريع، واستعادة السيطرة على العقد الإستراتيجية، وتخفيف الضغط بشكل حاسم على المدن المحاصرة مثل بابنوسة .
دفعت هذه التطورات الميدانية إلى تحركات سياسية واضحة:
قبول الدعم السريع للتهدئة، فوفقاً للسفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، فإن الضغط العسكري المتنامي والاستنكار الدولي للإجراءات الإنسانية دفع قوات الدعم السريع لقبول الخطوة الأولى من خارطة الطريق التي طرحتها “الرباعية الدولية” (السعودية والولايات المتحدة والإمارات ومصر)، والتي تتضمن هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر . لكن يشكك مراقبون، بما في ذلك قيادات في الجيش السوداني، في إمكانية التزام الدعم السريع بالاتفاقيات هذه المرة، مستندين في ذلك إلى تجارب سابقة أظهرت عدم الالتزام بوقف إطلاق النار. ويربطون نجاح أي هدنة بشرط انسحاب الدعم السريع من المدن والمراكز الحيوية التي احتلها .
تشير المعطيات الحالية إلى أن الجيش السوداني قد نجح في قلب الطاولة على خصمه في ساحة كردفان، مستفيداً من تفوقه الجوي وقدرته على خوض معارك متعددة المحاور. وقد فرضت هذه المكاسب واقعاً جديداً دفع نحو مفاوضات قد تحدد مستقبل الصراع.
مليشيا الدعم الصريع المجرمة تتهاوى.
نقطة سطر جديد.
















Leave a Reply