د. أحمد عيسى محمود قرارات عسكرية

الوضع في أمس الحاجة لقرارات عسكرية مفصلية. ليس معنى ذلك امتصاصًا للغضب الشعبي الذي بلغ مداه، بل استجابة للإرادة الوطنية الحُرة التي غطت كل البلد. خلاف ذلك أخشى أن يخرج الأمر عن السيطرة، ليكون الشعب في وادٍ والقيادة في وادٍ آخر. وتلك القرارات المصيرية يجب أن تُصان من الابتزاز الغربي (أمريكا والاتحاد الأوروبي) بحماية المعسكر الشرقي (روسيا والصين). سيدي البرهان طيلة الفترة الماضية نجدك على ظهر جواد التردد. والنتيجة كما نرى. وإن استمريت على ظهر ذلك الجواد بلاشك تكون قد كتبت شهادة ضياع الوطن، وسوف تلعنك الأجيال جيلٌ بعد جيلٍ. للأسف لقد امتثلت ترددًا للابتزاز الغربي كثيرًا ممنيًا نفسك الرضى والقبول، بالرغم من حقيقة الأمور بأن من سار على دربك من قبل في هذا الطريق لم يجنِ إلا الذُل والإهانة – ودونك صفحات التاريخ – وليس هناك ذُلًا وإهانةً أكثر من الذي جرى لنا. ولطالما رضيت بذلك سوف تظل عصا الابتزاز مرفوعة على رأسك. لذا نناشدك أن تجرّب احترام الشرق للشعوب. ومن هنا دع التردد. وبلسان الشعب مرحبًا بالروس والصينين في السودان في شتى المجالات. فإن كانت مواردنا يمكن أن تحمينا من ذلك الابتزاز الغربي فخير لنا حماية بلدنا من ضياعه بالكلية. وخلاصة الأمر نهمس في أذن القيادة بأن الشجاعة تتمثل في اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب الذي يلبى حاجة الوطن. وليس هناك قرار ينتظره الشعب بفارق الصبر غير التوجه شرقًا
 
 
 
  
 


