حملة «الظواهر السالبة» تنهار في نيالا وتصفيات واعتقالات وعجز عن السيطرة

شهدت مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور انهيارًا مفاجئًا لحملة «الظواهر السالبة» التي أطلقتها مليشيا مسلحة لتنظيم صفوف مرتزقتها ومحاربة الانحرافات السلوكية .
إلا أن الحملة سرعان ما انقلبت على قادتها، مما تسبب في تصفيات واعتقالات بالعشرات داخل صفوفها.
مصادر مطلعة أكدت أن الاشتباكات العنيفة والخلافات الداخلية بين قيادات المليشيا أضعفت السيطرة على الحملة، وأدت إلى استنزاف كبير في صفوفها.
في ظل هذا الفشل الذريع، أجبرت المليشيا على إجلاء بعض قياداتها التأسيسية إلى مدينة الضعين خشية تفاقم الصراع المسلح.
هذه التطورات تعكس هشاشة التشكيلات المسلحة التي تعتمد على الرصاص والخوف كوسيلة للسيطرة، بدلًا من بناء هيكل تنظيمي متين قادر على فرض النظام والالتزام.
كما تشير إلى الفوضى العارمة داخل صفوف المليشيات، وهو ما قد ينعكس على تدهور أمن المنطقة وازدياد الانقسامات بين الفصائل المتناحرة.
فشل حملة «الظواهر السالبة» يكشف عن أزمة عميقة في بنية المليشيات المسلحة التي تعاني من ضعف القيادة والتنسيق الداخلي.
اعتماد هذه المليشيات على أدوات القمع والتصفية الداخلية بدلاً من الحوار والتوافق يفضح طبيعتها الهشة والتي لا تملك رؤية واضحة للسيطرة والاستقرار.
تكرار هذه الانقسامات والصراعات قد يؤدي إلى تفكك المليشيات بشكل نهائي، وهو ما قد يفتح الباب أمام تصاعد الصراعات الإقليمية والقبائلية في جنوب دارفور، ويزيد من معاناة السكان المدنيين الذين يجدون أنفسهم محاصرين في دائرة عنف مستمرة.
في المقابل، يشير هذا الواقع إلى فرصة أمام القوى الوطنية والحكومية لإعادة ترتيب المشهد الأمني عبر دعم مؤسسات الدولة وتعزيز سيادة القانون، وقطع دابر الفوضى المسلحة التي لا تخدم إلا مصالح الفوضويين والمرتزقة.