تعرضت مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور سابقا… وعاصمة الجنجويد يوم أمس للاستباحة الكاملة من عصابات التمرد الذين قاموا (بشفشفة) بعضهم البعض في مشهد ينزر بقرب نهاية المليشيا التي لا تصلح حتى لحكم نفسها ناهيك عن حكم السودان هده الدولة المترامية الأطراف…. كما قلنا من قبل (مافي مليشيا بتحكم دولة)…
ما قام به عناصر التمرد بنيالا يؤكد ويكشف أن المليشيا تعيش أوضاعا قاسية لم تنجح في التستر عليها بالإنتشار الغير مدروس في غرب كردفان والإنتصارات الكذوبة في بابنوسة وهجليج التي وسعت من احلام سكارى قحت وجعلتهم في غيهم وغبائهم يسرحون ويمرحون ويتوعدون.. التمرد يأكل بعضه الآن وكلنا شاهدنا مع حدث في نيالا يوم أمس بعد أن قامت مجموعات من المرتزقة والعصابات بسرقة ونهب السوق الجنوبي بالمدينة بجانب تسلق أسوار المنازل وأخذ ما بداخلها في سيناريو مشابهه لما حدث بالخرطوم في أيام الحرب الأولى وهذا تطور له ما بعده من إنعكاسات سالبة ستكون لها تأثيراتها المباشرة على مجمل الأوضاع هناك… إنها النهايات الغير سعيدة لعصابة دقلو….
إستباحة عصابات التمرد لنيالا التي تشكل مقر حكمهم وقيادتهم وحاضرة دولتهم اللقيطة تحت غطاء تأسيس يكشف حالة الفوضى والوهن الذي يشكل مستقبل المليشيا المظلم ويطرح سؤالا فحواه (على ماذا تراهن الإمارات وهي تدعم مليشيا جبلت على الفوضى والبلطجة)؟ هل تريد الإمارات أن تمنح السودان لهولاء الرعاة ليحكموه بالفوضى وقانون الغاب لتتمكن هي الأخرى من التحكم في موارد البلاد؟….
المليشيا فاشلة في كل شيء حتى في تأمين نفسها والأيام القادمة ستكشف الكثير في ظل إختناق وعواصف داخلية بين مقاتلي حواضنها الذين لا يعترفون ببعضهم البعض…. ما حدث في نيالا يؤكد أن المليشيا بلا قيادة ولا حتى مركزية قرار…الكل يحكم نفسه ويعمل ما يرضيه وهذا يدعم فرضية هلاك حميدتي وطاحونة….
أحداث الأمس ربطوها بعدم صرف الرواتب والبعض قال إنها بسبب سريان خبر هلاك قائدهم عبد الرحيم دقلو في بابنوسة مؤخرا وفقا لبعض التسريبات وربما كانت هذه الحفيقة التي يتهرب منها المتعاطفين مع معسكر التمرد….
عدم صرف الرواتب والنفص الحاد في الوقود مع مراقبة نسور الجو لحدود السودان وتدمير قوافل الدعم الإماراتي القادمة من دول الجوار وتصدع جدران المليشيا الداخلي كلها مؤشرات تدل على أن التمرد سيواجه مصيرا اسود في كردفان ودارفور وأن القادم سيكون أسودا….
المرتزقة الأجانب الذين تستقدمهم الإمارات للقتال بجانب المليشيا في محاور القتال هناك خاصة القادمون من افريقيا الوسطى والنيجر ومالي من عربات الشتات هؤلاء سيكونون القشة التي تقصم ظهر البعير…. هؤلاء أتوا بدوافع السرقة والنهب والشفشفة كما وعدوهم وسيقومون بنهب الجنجويد أنفسهم كما حدث في نيالا يوم أمس وستفشل المليشيا في كبح جماحهم مهما بذلت من جهود وعلى الظالم تدور الدائرة…..
على قواتنا المسلحة ومسانديها أن تتحرك في معارك متزامنة للقضاء على الجنجويد وزيادة أوجاعهم في محاور القتال بكردفان ولتتحرك بعدها نحو دارفور لتنظيفها من دنس المليشيا وكلاب صيدها….
جحيم نيالا….على الظالم تدور الدوائر …. قاسم فرحنا ….











Leave a Reply