في قلب القارة الإفريقية ينزف السودان تحت وطأة حربٍ تغذيها شبكاتٌ عابرةٌ للحدود تتقاطع فيها مصالح الإرهاب والمليشيات والمال السياسي القذر لم يعد الصراع محلياً بل تحوّل إلى ساحةٍ مفتوحةٍ لتجريب أدوات الهيمنة وتصفية الحسابات الإقليمية والدولية على حساب شعبٍ أنهكته الأزمات وأحلامه في وطنٍ آمنٍ ومستقر.
إنّ ما يحدث في السودان ليس مجرد نزاعٍ داخلي بل هو أخطر عمليات التسليح غير المشروع في القارة الإفريقية حيث تتحوّل المليشيات إلى جيوشٍ موازيةٍ وتُستخدم كأدواتٍ لتفكيك الدولة وإضعاف مؤسساتها الشرعية وسط صمتٍ دوليٍّ مريبٍ وتواطؤٍ مكشوفٍ من بعض العواصم التي تدّعي الحياد بينما تُغذّي الصراع من خلف الستار.هل يعقل مليشيا تمتلك طائرات مسيرة إستراتيجية واخري إنتحارية؟ من أين لهم بها؟.
المجتمع الدولي اليوم أمام اختبارٍ أخلاقيٍّ وإنسانيٍّ حقيقيٍّ فإما أن يتحرّك لكشف شبكات دعم الإرهاب والمليشيات وملاحقة الجهات المتورطة في تهريب السلاح وإما أن يظل شاهداً صامتاً على انهيار دولةٍ كانت يوماً منارةً للثقافة والتنوع والكرامة.
السودان لا يحتاج إلى مزيدٍ من البنادق بل إلى شراكاتٍ تنمويةٍ واستثماراتٍ تُعيد بناء الإنسان قبل البنيان وعلى من يمدّ المليشيات بالسلاح أن يدرك أنّه لا يزرع نفوذاً بل يزرع خراباً وأنّ الشعوب لا تنسى من تاجر بدمائها في سوق المصالح العابرة.
للدول التي تغذّي المليشيات نقول: إنّ النفوذ الحقيقي لا يُبنى على فوهات البنادق بل على جسور الثقة والاحترام وإنّ من يزرع السلاح في أرضٍ تنزف لن يحصد إلا الكراهية والرفض فالسودان ليس رهينةً لأحد ولا ساحةً لتصفية الحسابات بل وطنٌ عزيزٌ له سيادته وكرامته وما ترجونه منه يمكن أن يُنال بالشراكة لا بالوصاية وبالاستثمار لا بالدمار.
وللشعب السوداني نقول: لا تيأسوا من وطنكم ولا تتركوه لمن أراد له الخراب فأنتم السدّ الأخير في وجه الطوفان وأنتم الأمل الذي لا ينكسر مهما اشتدّ الظلام فالسودان باقٍ ما بقيتم متمسكين بحلمه ورافضين لمن يساوم على دمه.
















Leave a Reply