في واحدة من أكثر المعارك حسمًا وسرعةً في حرب الكرامة، استعادت القوات المسلحة السودانية موقع أم صميمة الاستراتيجي في شمال كردفان بعد هجوم خاطف شنته مليشيات ال دقلو الإرهابية، التي ظنت أن عنصر المباغتة كفيل بتحقيق نصرٍ دائم، لكن سرعان ما جاء الرد العسكري السوداني مدويًا، حاسمًا، ومزلزلاً.
كانت المليشيات قد تمكنت من التسلل والسيطرة على المنطقة بشكل مفاجئ، مستغلةً لحظة انشغال القطاعات العسكرية في جبهات أخرى، لتثبت مرة أخرى أن مشروعها قائم على الغدر والنهب والترويع، لا على المواجهة أو الانتصار في معارك الشرف.
لكن الرد لم يتأخر.
ففي غضون ساعات، توحدت فصائل القوات المسلحة المختلفة – من القوات المشتركة، ووحدات الجيش النظامي، إلى كتائب البراء بن مالك التي كان لها دور محوري في الاختراق السريع، والتعامل الذكي مع تضاريس المنطقة – وبدأت هجومًا مضادًا مدروسًا، استخدمت فيه تكتيكات عسكرية دقيقة، استطاعت بها محاصرة العدو، واستعادة السيطرة الكاملة على أم صميمة.
دروس للمليشيا.. وعبرة لكل متربص
في هذه المعركة القصيرة زمنًا، الكبيرة أثرًا، لقنت القوات المسلحة مليشيات ال دقلو درسًا قاسيًا في العمل العسكري المنظم؛ إذ أظهرت الفرق السودانية مستوى عاليًا من التنسيق والانضباط الميداني، في وقت بدت فيه المليشيات متخبطة، لا تملك فهمًا للطبيعة الجغرافية ولا أساسًا لأي قواعد عسكرية.
التضحية عنوان النصر
رغم الفقد المؤلم في الأرواح، والذي لم تتضح أرقامه الدقيقة بعد، فإن فرحة الاسترداد كانت بحجم التضحيات. فقد عمّت البشريات القرى والمدن المجاورة، ورفرفت الأعلام السودانية فوق المنطقة، وخرج المواطنون يعبرون عن فخرهم وامتنانهم للقوات التي ضحت بالغالي والنفيس دفاعًا عن تراب الوطن.
أم صميمة: أكثر من موقع
استرداد أم صميمة ليس فقط استرجاعًا لموقع جغرافي، بل هو رمز لصمود الشرفاء، ودليل على أن السودان ما زال فيه رجال لا ينامون على ضيم، ولا يقبلون أن يُدنّس شبراً من وطنهم. وهي أيضًا رسالة إلى كل من يخطط أو يتواطأ مع المليشيات بأن البلاد محروسة بعيون لا تنام وقلوب لا تخون.
ختامًا، أثبتت معركة أم صميمة أن السودان ما يزال قويًا برجاله، حاضرًا في ميادين الشرف، وأن مليشيا ال دقلو، مهما حاولت، لن تكون إلا شرارة زائلة أمام نار الإرادة الوطنية المتقدة.
