:: إبراهيم عدلان، المدير السابق لسلطة الطيران المدني، يطالب الحكومة برفع سن المعاش إلى (70 عاماً)، لضمان استقرار المؤسسات، ولأن الخبرة التراكمية لا يمكن تعويضها .. ونخشى أن تقبل الحكومة طلب عدلان، وخاصة أن بالحكومة أعضاء أعمارهم تقترب إلى عُمر سيدنا نوح عليه السلام ..!!
:: والمؤسف في طلب عدلان أنه بلادراسة أو معايير علمية، بل يسعى لرفع سن المعاش كما يشاء و(خلاص).. وهذا ما حدث في يناير 2015، بحيث رفع مجلس وزراء البشير سن المعاش – إلى 65 عاماً – فقط لإرضاء زعماء التمكين باتحاد العمال، أي دون أي معايير علمية و اقتصادية، وبلا أسباب منطقية ..!!
:: وعندما قرر نشطاء حمدوك إزالة التمكين، ناشدتهم بمراجعة سن المعاش، باعتبار قد تم رفعه – إلى 65 عاماً – بلا دراسة، فقط لتمكين بعض كباتن الحزب من قيادتي الخدمة المدنية والنقابات..ثم ناشدتهم بمراجعة ملفات العاملين بمعايير مهنية، وإبعاد غير المستوفين لشروط التعيين والترقية..!!
:: فالتمكين في الخدمة العامة نوع من الفساد الإداري، وكان يجب إزالته بالعدل، أي بإبعاد غير المستحق للموقع، حسب شروط الخدمة .. ولكن حمقى حمدوك كانوا لايسمعون إلا صوت حماقتهم، وكانوا ينشطون كالثيران في مستودع الخزف، بحيث فصلوا الصالح و الطالح ..!!
:: المهم.. هناك معايير لتحدير سن المعاش، غفل عنها عدلان .. ومن المعايير، التعداد السكاني ونسبة الشباب فيه، والنمو الاقتصادي وفرص توظيف الشباب فيه، والثقافة الغذائية وتأثيراتها الصحية .. وسادة التمكين غضوا طرفهم عن هذه المعايير سابقاً، كما يفعل عدلان حالياً..!!
::فالتعداد السكاني يؤكد أن السودان (دولة شابة)، ونسبة الشباب متجاوزة (60%)..وهذه الطاقة الشبابية من الكنوز التي تفتقدها الدول ذات معدل النمو السكاني الضعيف.. ولكن في بلادنا، رغم أنف نسبة الشباب العالية، رفعوا سن المعاش إلى (65 عاماً)، وعدلان يريدها ( 70 عاماً) ..!!
:: ثم معيار الاقتصاد ..فالبلد منكوب بالحروب و الفساد و سوء الإدارة..وتقزّم فرص توظيف شباب رغم تخرّجهم بالآلاف سنوياً في الجامعات..لم تتقزم فرص التوظيف، بل تلاشت تماماً.. وضارباً بهذا المعيار عرض الحائط، تم رفع سن المعاش سابقاً، ويطالب عدلان بالمزيد من الرفع ..!!
:: وهكذا ..هناك معايير، فالأمر ليس محض قرار أو طلب فحواه ( يلا نرفع).. ونفهم أن يتم استثناء أفراد هناك وهناك، بإعتبارهم كفاءة نادرة، وذلك بقوانين تستبقيهم بعد سن التقاعد، ولكن كيف يستوعب العقل تخليد كل العاملين في الخدمة بقرار يهدم آمال الشباب و يهضم حقوقهم..؟؟
:: بالجارة مصر، بتلك المعايير تم رفع سن المعاش إلى (65 عاماً)، ولكن تدريجياً، بحيث تتم زيادة سنة في العام 2032، ثم سنة كل عامين، حتى يكتمل – 65 عاماً – في العام 2040.. و لكن في موطن العبث زادوها خمس سنوات (مرة واحدة)، بدون دراسة أو معايير، وهناك من يطالب بالمزيد.. !!
:: و عليه، أضربوا بكل المعايير العلمية والمعايير العالمية عرض الحائط، وأقبلوا طلب إبراهيم عدلان، ليصبح سن المعاش (70 عاماً)، ليتفرغ الشباب للحرب و الهجرة بمراكب الغرق والمخدرات و تربية مواشي الخليج ..!!
