الجنجا ضاقت عليكم الدوائر! محمد التجاني عمر قش هيلنا الهيبة والعزة وحقايق القول وقول الفنجرة اللا فبركات لا هول بنعز دينا والوطن العزيز لي الحول وللخونة النجوس بيناتنا ما في قبول “الحامدي”

الآن يرى العالم كله أن الجيش السوداني يهز جناحيه كما نفضت جناحيها العقاب ومعه الفرسان البواسل من القوات النظامية الأخرى والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية والمستنفرين ومن ورائهم الشعب السوداني الصابر، ولكل هذا التدافع بدأت الدوائر تضيق على الجنجا من الاتجاهات كافة وأصبح لا مخرج لهم إلا الاستسلام أو الموت الزؤام! وبنصر الله وعونه يتقدم الجيش السوداني الآن في كافة محاور وجبهات القتال في النيل الأزرق والجزيرة وشمال كردفان وفي دارفور حيث ظلت فاشر أبو زكريا صامدة على الرغم من هجمات العدو المتكررة عليها وقد باءت جميعها بالفشل وفقدت فيها المليشيا كبار قادتها. ولهذا السبب نشاهد فلول المليشيا وهم يولون الدبر ويهربون أمام تقدم جنودنا في كل حدب وصوب بعد أن أحكم عليهم الشرك تماماً وبات النصر غاب قوسين أو أدنى وذلك الفضل من الله.
في جبهة النيل الأزرق وسنار وشرق النيل الأبيض انهارت قوات المليشيا وهربت تجرجر أذيال الهزيمة من مصنع سكر سنار، وتلاحمت الجيوش الزاحفة من كل تلك المحاور وهي الآن تزحف نحو قلب الجزيرة وأرض المحنة مدنى التي توشك أن تعود إلى أحضان الوطن بين عشية وضحاها، وعندئذ سيعلم ملاقيط المليشيا وأعوانهم أي منقلب سينقلبون. وفي شرق كردفان أنزل متحرك الصياد والمتحركات الأخرى هزائم متلاحقة بالعدو فولى هارباً لا يلوي حتى على جثث قتلاه! ومن الدبة بدأنا نسمع صيحات الحرب التي يطلقها حلف الكرامة وهو يجوب صحراء شمال كردفان ليطهر دار الريح من دنس الخونة والمرتزقة وعيال الضيفان المناكيد. أما في العاصمة المثلثة وشرق النيل فقد اخترقت قواتنا المسلحة كافة إرتكازات المليشيا حتى تركتهم كما يقول المثل: ” ضر في حر” ولا يوجد أمامهم سبيل للخروج بعد أن أحاطت بهم قواتنا كما يحيط السوار بالمعصم.
وقد جاء في محكم التنزيل قول الله تعالى: ” عسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً” ولذك نقول إن هذه الحرب على الرغم مما تسببت فيه من دمار واسع النطاق وتشريد وقتل ونهب للأموال وانتهاك للأعراض، وتعطيل للخدمات إلا أن لها فوائد جمة ستظهر للشعب السوداني الذي أصابه الضر ولحقه الأذى وذاق الأمرين من التنكيل والتعذيب على أيدي المليشيا الغادرة؛ فقد كشفت لنا الحرب عن أعدائنا داخلياً من الخونة والعملاء والمتخاذلين، وخارجيا عرفنا الدول المتواطئة مع المليشيا من دول الجوار والإقليم والعالم كله، وسوف نبني علاقاتنا معهم مستقبلا وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل، و”تنقد الرهيفة”. وفي المقابل ستكون لنا علاقات متميزة مع الدول التي ساعدتنا ووقفت معنا حسب مبدأ تبادل المصالح المشتركة الذي يسود العلاقات الدولية الآن. وهذه الحرب من فوائدها أنها عززت تماسك النسيج الاجتماعي في السودان بتلاحم جميع قطاعات الشعب المخلصة مع الجيش والقوات التي تسانده.
وبما أن الحرب توشك أن توضع أوزارها فإن الشعب السوداني يتطلع لنفي الخبث من صفوفه ولن يكون هنالك مكان أو حتى شبر من الأرض لأي فرد أو جماعة ممن وقفوا مع المليشيا أو قدموا لها دعماً مادياً أو معنوياً من الكتل السياسية وبعض زعماء القبائل والإدارات الأهلية والنشطاء فكل هؤلاء يجب أن يحاسبوا حسابا عسيراً ويرمى بهم في مزبلة التاريخ فور انتهاء المعارك وعودة الحياة الطبيعية إلى الوطن. ولن نسمح بأن يكون بيننا خائن أو عميل بعد اليوم مهما تعالت الأصوات بالسماح بدور سياسي سواء للمليشيا أو أعوانها فقد ولى عهد المجاملات ولن يسمعوا منا عفا الله عما سلف مرة أخرى؛ فقد استوعبنا الدرس تماماً.
5/12/2024